السبت، ٢ مايو ٢٠٠٩

قلبك ... وعامل الترام !!


" إن عامل الترام المختص بتحويل الشريط وتغيير اتجاه الترام ، لا يحمل الترام فيوجهه حيث يشاء ، إنما بعصا بسيطة هي عصا التحويل وبغمزة خفيفة يحول الشريط فيتحول الترام أو يتجه وجهته الجديدة دون عناء فالقلب الإنساني ومعرفة الله تعالى هكذا : المعرفة الحقة بالله هي عصا التحويل فإذا مسّت القلب الإنساني تحول من حال غلى حال ، فإذا تحول فقد تحول الإنسان كله ، وإذا تحول الفرد تحولت الأمة ، فلو أردت الإصلاح فأصلح القلب البشري بأن تعرفه بالله حق المعرفة "
كلمات رائعة قالها الإمام حسن البنا في أحد دروس الثلاثاء ونقلها الأستاذ مصطفى مشهور في كتابه الرائع (زاد على الطريق)
هذه الكلمات عظيمة المعنى وتحتاج لوقفة شديدة معها وتحتاج أن نتمعن في مدلولها كثيرا ، فقضية الإصلاح تلخصت في إصلاح القلب وهذا ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال
(....ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب).
إذا ما نستفيده من هذه الكلمات أن قضية الإصلاح الكبرى لأي قطر من الأقطار أو بلد من البلدان تبيدأ من إصلاح المجتمع ، وإصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح الفرد الذي هو لبنة بناء المجتمع ، وإصلاح كل فرد يبدأ بإصلاح قلبه
وهنا يكمن الحل في إصلاح القلب وإعماره بحب الله والإخلاص له والخوف منه والحرص على طاعته و رضاه
وكيف نصلح القلب سؤال أجاب عليه الإمام الشهيد حين قال "
فلو أردت الإصلاح فأصلح القلب البشري بأن تعرفه بالله حق المعرفة "
ومعرفة الله حق المعرفة لها كثير من الوسائل والطرق منها التفكر في خلق الله وقدرته في خلق الكون وما أبدع فيه وتأتي أيضا بالتفكر في نعم الله الكثيرة علينا والتي لا تعد ولا تحصى ، ومعرفة الله تأتي بقراءة القرآن والتدبر في كلماته وآياته وبيان معانيها وتفسيرها ، كما أن تدبر معاني أسماء الله الله الحسنى والتفكر فيها وتفرده بها وجلالها وكمالها من أعظم أبواب الولوج لمعرفته .
رزقكم الله قلبا خاشعا وعلما نافعا ولا حرمكم من لذة النظر لوجهه الكريم وأعتذر لكم فما هذه إلا بعض ما خطر عندي بعد قرائتي لما قاله إمامنا الشهيد رحمة الله عليه .


ليست هناك تعليقات: