الثلاثاء، ١٧ فبراير ٢٠٠٩

إن تطاول ليلنا .. أغنية ذات معنى

إن تطاول ليلنا ..

أو تمادى في الظلامـ !

أو تعثر ركبنا ..

وسط أرتال الركامـ ..

إن تضاءل حلمنا ..

أو تناثر في الزحامـ ..

عندها نعلي الجباهـ !

عزمنا أنتمـ مداهـ ..

للعلا نسعى جميعاً ..

نحن صناع الحياة ~

-----------

لن تحاصرنا الهمومـ ..

فقرنا لا لن يدومـ ..

إن زرعنا واتجرنا ..

أو صنعنا ما نرومــ ..

جهلنا ينزاح حتما !

إن تلقينا العلومــ ..

أمتي فاستبشري ..

وامسحي دمع الأسى ..

وارسميها بسمة ..

رغم الالام عسى !

أن يعود الفجر فجراً ..

كي يغادرنا المساء ..

عندها نعلي الجباهـ !

عزمنا أنتمـ مداهـ ..

للعلا نسعى جميعاً ..

نحن صناع الحياة ~


كلمات رائعة سمعتها من المنشد محمد عبيد فأثرت في كل جوارحي

فتقلتها لكم هنا علها تغير أو تؤثر في اي زائر أو عابر سسبيل من هنا


اضغط هنا للإستماع


الاثنين، ١٦ فبراير ٢٠٠٩

وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ .. دعوة للتدبر


قابل الفضيل بن عياض رجلاً فسأله :كم عمرك فأجابه الرجل : ستون سنة. فقال الفضيل : فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ! فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون! فقال الفضيل: أتعرف معانها ؟! فأجاب الرجل:أنا لله عبد، وإليه راجع، فقال الفضيل : من علم أنه لله عبد، وأنه إليه راجع؛ فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف؛ فليعلم أنه مسئول، ومن علم أنه مسئول؛ فليعدّ للسؤال جواباً! فقال الرجل: فما الحيلة؟! قال يسيرة! قال: ما هي؟! قال: تحسن فيما بقي، يغفر لك ما مضى؛ فإنك إن أسأت فيما بقي؛ أُخذت بما مضى، وبما بقي )!

كلمات لطالما رنت في مسامعي وهزت وجداني فكلمات ابن عياض تنبهنا وتوقظنا من غفلتنا وترشدنا للحقيقة التي نتغافلها ( أو بالأحرى نضحك على أنفسنا وتسرقنا السنون) وهي أننا لابد يوما ما واقفون بين يدي الملك يأخذ كل منا كتابه ، فإما شقي في النار أو سعيد في الجنة ، وقد يفصل بين الفوز بالجنة والاستقرار في جحيم النار ، لحظة واحدة كان المطلوب من الإنسان فيها أن يصدق الله التوبة ويرحل عن الدنيا ليسعد في الآخرة
ولذا وجب علينا أن نفكر دائما في لحظة الوقوف بين يدي الخالق كيف ستكون وماذا سنقدم وما الذي ستحويه صحائف الأعمال ، وليجبني القارئ بصدق هل هو مستعد للموت الآن في هذه اللحظة ؟؟ فلتقرأ كتابك الآن قبل أن يأتيك ملك الموت بعد لحظات ولتر ما فيه ، وهل سيذهب بك كتابك إلى الجنة ، هل سيمر بك على الصراط ؟ إذن فلتكتب الآن كل أعمالك التي ستدخلك الجنة ، أين هي ؟؟ اين ذهبت ؟؟ كانت حاضرة في ذهني منذ لحظات ، يارباااه !!! لقد طارت الأفكار ولا أجد شيئا قدمته يستحق الذكر ، لكنني أذكر الآن شيئا آخر ، واحسرتي إنها ذنوب جسام أتذكرها ، تتجمع في رأسي ، تسيطر على تفكيري ، تتجسد في مخيلتي ، لكم فعلت وكم فعلت
فهلا تبت !!!
ماذا تنتظر ؟؟
أمازلت صغيرا وتنتظر الهرم
قال صلى الله عليه وسلم : { يكبر ابن آدم، ويكبر معه اثنان: حب المال، وطول العمر } [رواه البخاري ومسلم].
إذا ستظل طوال عمرك تفكر في التوبة عند الكِبََر ولكن الكِبَر عندك لا يأتي أبدا لأنك مازلت تنتظر المزيد
فلتنبته يا أخي فالدنيا لن تدوم وسيأتي الموت ليأخذك على حين غرة وعندها لن ينفع الندم ، يقال الحسن البصري: ( ابن آدم ! إنما أنت عدد أيام، إذا قضى منك يوم؛ مضى بعضك ! ).فلتتزود من الدنيا قبل أن يذهب طيبها ونعيمها
يقول تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تعملون " صدق الله العظيم
الله جل في علاه يدعونا لأن نقدم اليوم ما نريد أن نلقاه غدا ، فالنملة تخزن غذائها صيفا لتستفيد منه شتاءاً ، وخبراء التنمية البشرية يعوننا لأن نكتب المسودات لسنين عمرنا ونضع الأهداف التي نريد تحقيقها في المستقبل ونكتب لها الخطط التي تؤدي إليها دون تأخير أو تقصير ، ولكن الله أمرنا قبلهم بأن نفعل ذلك وأن نخطط الآن لما نريده غدا وأن نعمل لما نريد لأن العمل بدون هدف ليس له محل من الإعراب والعمل لهدف دون خطة مدروسة ومحكمة نوع من العشوائية ومكتوب لها الفشل إلا من رحم ربي
استخدم الله عالى في هذه الآية الكريمة لفظة ولتنظر : فالنظر يقتضي الفكر والفكر يقتضي التخطيط والتخطيط مقدمة للعمل والعمل المطلوب هنا هو العمل من أجل سعادة الدارين ونيل الجزاء الأوفى في الآخرة وليس العمل مقتصرا على العبادات فقط ولكنه أوسع وأشمل لكل مناحي الحياة وأوجهها وكل تقدم يحققه المسلمون على يديك رغبة في رفة الإسلام هو في صميم العمل النافع
فعملك في الدنيا لأجل رضى الله يهب لك السعادة في الدنيا ولذة تجدها في قلبك بعد الطاعة ثم تنال في الآخرة جنة عرضها السموات والأرض
نحتاج أخوتي للحظات تفكير عميق نحدد فيها من نحن وماذا نريد وماذا فعلنا لنصل لما نريد ، ونسأل أنفسنا هل بإمكاننا المزيد أم أننا نمتلك أجسام البغال وأحلام العصافير !!!
هنا يجب أن أتوقف وأترك لكم الإجابة