في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد الماضي استيقظت المدينة الجامعية بالفيوم على آهات وصرخات الطلاب الذين أحسوا فجأة بنوبات من القئ والإسهال وآلام البطن
استمر طوفان الألم يجتاح المدينة الجامعية ومن مبني إلى آخر ومن المدينة الجامعية بالجامعة إلى إلى المدينة الجامعية بمنطقة الشيخ حسن ومن مدن الطلاب إلي مدينة الطالبات بمنطقة غرب التعاونيات
لم تتوقف صيحات وعويل الطلاب والطالبات حتي الصباح الباكر دون أي جدوي من مساعدة العاملين و المشرفين بالمدن الجامعية فكل المدن الجامعية لا يوجد بها أي أطباء ولو حتى طبيب واحد وقام الأمن بإغلاق المدن على الطلاب ومنع خروجهم للعلاج على نفقاتهم الخاصة
وفي صباح يوم الإثنين كان الطلاب قد تجمعوا بالعشرات في ساحة المدينة الجامعية مطالبين بخروجهم للعلاج ولو على نفقاتهم الخاصة
وحضرت سيارات الإسعاف لتنقل المئات من الطلبة والطالبات إلى المستشفيات المختلفة (مستشفي نفيسة الحصري الجامعي – المستشفى العام بالفيوم – مستشفي الحميات - وغيرها ) ولكن لم يمر أكثر من نصف ساعة ليحضر أحد المسئولين عن المدن الجامعية ويأمر الطلاب بالخروج من المستشفيات للعلاج داخل المدن الجامعية
والطلاب الذين لم يستجيبوا لندائه أخروجوا عنوة عنهم ونقلتهم سيارات إلى المدن الجامعية مرة أخرى ولم يبق في المستشفيات إلا من ساءت حالتهم الصية بشكل كبير
ما الذي حدث ؟ إنه تسمم في وجبة العشاء والتي تتكون من جبن وبيض وفطير وزبادي هكذا أكد الطلاب وأكد الأطباء فساد في الجبن والزبادي الذي تنتجه كلية الزراعة بالجامعة
وفي المدن الجامعية كانت المأساة الأكبر حيث ترك الطلاب يتألمون دون أي علاج أو دواء وبعد حوالي الساعة حضر أحد الأطباء إلى المدن الجامعية وأعطى لكل طالب قرصين من البرشام فقط لا غير دون توقيع الكشف الطبي علي أي منهم ودون إتخاذ أي إجراءات ضد من تدهورت حالتهم الصحية
وحرص المسئولين بالجامعة على ألا تستقبل المستشفيات الحكومية أي حالات جديدة حتى لا يتضخم الموضوع إعلامياً ورفضت مالمستشفى العامن إستقبال أي حالات أخري وتم نقل الحالات التى كانت مازالت بها إلى مستشفى نفيسة الحصري والتي بدورها كانت تخرج الطلاب فور إفاقتهم من إغمائهم
الإصابة بالتسمم لم تقتصر على الطلاب فقط بل امتدت لتشمل بعض العاملين في مستشفى نفيسة الحصري الجامعي حيث أنهم يتناولون نفس الطعام الذي يصرف في المدن الجامعية ، فقد أصيب نائبين طبيب وطبيبين امتياز و6 من طاقم التمريض والموظفين بالمستشفي
وفي ليل يوم الثلاثاء وفي مدينة الطالبات بمنطقة غرب التعاونيات اشتعلت نيران الغضب في الطالبات وساد الهرج والمرج داخل المدينة بعد سقوط أحدى الطالبات على الأرض ودخولها في غيبوبة كاملة نظرا لعدم استكمالها العلاج اللازم للتسمم
وتوالت حالات السقوط والإغماء في المدينة مما حرك الطالبات الاتي تجمهرن في ساحة المدينة الجامعية من التاسعة مساءاً وحتي الثانية صباحاً وهتفن " يا جلال قول الحق إحنا اتسممنا ولا لأ " في إشارة منهن إلي الدكتور جلال مصطفى سعيد رئيس الجامعة وزاد الموقف سخونة تزايد حالات الإغماء بين أوساط الطالبات وإشاعة وفاة طالبتين منهن ودخول إخريات إلي العناية المركزة
في نفس الوقت الذي تظاهرت فيه الطالبات ظهر رئيس الجامعةو في برنامج العاشرة مسءا نافيا وجود أي حالات خطره وأن الإصابات قليله ودون المستوى
وفي مدن الطلاب لم يختلف الأمر كثيراً ففي نفس الوقت من ليل الثلاثاء نقل العديد من الطلاب إلى المستشفيات نتيجة الإعياء الشديد وتدهور الحالة الصحية للبعض منهم ولم يجد الطلاب بد من العلاج على المستشفيات الخاصة لعدم وجود أي علاج في المستشفيات الجامعية والحكومية
واجتمع الدكتور أحمد القاضي نائب رئيس الجامعة مع الطلاب مُطَمْئِنًا إياهم بتلبية كل مطالبهم، والتي تمثَّلت في مراجعة الوجبات التي تُقدَّم للطلاب؛ حيث تكرَّرت شكاوى الطلاب منها منذ سنوات، ولم تلتفت الجامعة إلى الأمر إلا بعد ظهور حالات التسمم، وكذلك طالبوا بتكليف طبيب متخصص للوجود داخل المدن الجامعية وعدم الاكتفاء بمشرف طبي، بينما أكَّد الطلاب أيضًا أن ما يحدث بجامعة الفيوم يأتي نتيجة غياب الدور الحقيقي لإدارة الجامعة في متابعة شئون الطلاب؛ حيث صُرفَت جهودها كلها لمتابعة طلاب الإخوان المسلمين وإلقاء القبض عليهم داخل الحرم الجامعي!
وأنهت الطالبات وقفتهم أمام مبني إدارة الجامعة الذي كان مشغولا بالتسجيل لبرنامج العاشرة مساءاً مرة أخري
وتلخصت المطالب الأساسية للطلاب والتي عبروا عنها في بيان أصدروه اليوم
تتلخص في الآتي
1 – الإهتمام بالمصابين وتقديم الرعاية الطبية الكاملة لهم حتى إكتمال شفائهم وعدم الإقتصار على المسكنات الشكلية فقط
2 – مراعاة ظروف الطلاب الذين تغيبوا عن امتحاناتهم بسبب المرض الشيديد نتيجة التسمم وإعادة الإمتحانات لهم
3 – إجراء تحقيق فوري في الكارثة ومحاسبة المسئولين عنها
4 – تحسين الخدمات المقدمة للطلاب من تعليم وغذاء وعدم الإكتفاء بالزينة المظهرية فقط 5 – توفير رقابة طلابية على الخدمات المقدمة لهم كي يتمكن الطلاب من إبداء ملاحظاتهم عليها وإيصال آرائهم للجهات المسئولة